الحلقة الثانية - كيف تنمو التكنولوجيا المالية في المنطقة وسط أطر تنظيمية غير واضحة؟

برزت التكنولوجيا المالية بشدة مؤخراً كحل أمثل للمستهلكين، في ظل الإغلاق المتتالي لمقرات البنوك ومحلات الصرافة، وتسابق شركات البيع بالتجزئة على اقتحام عالم البيع عبر الإنترنت، لتفرض نفسها كحل للشركات التي تسعى لتقديم خدماتها المالية. جاء ذلك كنتيجة لجائحة كورونا التي سببت موجة ضخمة حملت العالم بشكل أسرع للعالم الافتراضي.

تعد زيادة استخدام تطبيقات التكنولوجيا المالية جزء من النمو الملحوظ في استخدام التكنولوجيا الرقمية بشكل عام، في محاولة للتكيف مع نمط الحياة الذي يشهده العالم حالياً، حيث أن حلول التكنولوجيا المالية بطبيعة الحال تتصف بتدابير التباعد الاجتماعي، بالإضافة إلى سهولة الاستخدام والكفاءة الملحوظة.

تقدم منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في ظاهرها نموذج جيد جداً لبيئة ريادة أعمال داعمة لنمو وازدهار شركات التكنولوجيا المالية، ولكن تتضمن هذه البيئة في مضمونها العديد من التفاصيل التي تستدعي مناقشتها للوقوف على حالة صناعة التكنولوجيا المالية في المنطقة. من مدى ابتكار الشركات الناشئة الصاعدة في المجال، مروراً بتواجد إطار تنظيمي واضح في كل دول المنطقة – ناهيك عن إطار تنظيمي موحد للمنطقة ككل، ووصولاً لاستقبال المجتمع من مؤسسات مالية تقليدية وأفراد لحلول التكنولوجيا المالية، سواء بالترحيب أو المقاومة.

في الحلقة الثانية من مدونة ومضة الصوتية نناقش هذه التفاصيل وأكثر مع محمد عكاشة، الشريك المؤسس لصندوق ديسربتك، الصندوق الاستثماري المتخصص في التكنولوجيا المالية، ونادين مزهر الشريك المؤسس والرئيس التسويقي لشركة ثروة للاستشارات المالية الرقمية.